محمد عبده .. بين التحليق ومهنة الحلاقة !!

المساهمات : 8 تاريخ التسجيل : 20/03/2008

من حق ( نيشان ) أن يسعى الى إثارة البلبله حول ضيوفه باصطياد هفواتهم أو دفعهم الى
ارتكابها في لحظة خمول عقلي او عصبي يصاب به المرء حين يبتلع جرعه عاليه من النرجسية
او حين يشرب كأساً من الغرور يتعاطاه عادة من صدقوا أنهم معصومون عن الزلات , او توهموا
ان ذنوبهم مغفورة ماداموا يتكئون على كرسي فضائي وثير يوزعون الفتاوى والعظات باسترخاء
ذهني عجيب , ويقسمون الاغنيات الى نسب مئوية مزاجية التعداد بعد إحصائية طريفة تعجز
عن تلفيقها مراكز الابحاث المتخصصة !.

من حق ( نيشان ) ان يستثير ضيوفه , فهدفه في النهايه ان تتصدر احاديث عرابه الصفحات
الفنية في اليوم التالي ... لكن مالذي يشفع لمحمد عبده ؟هل اتكأ هذا النجم الجميل على
المنزل الذي يتخذه في قلوبنا نحن جماهيره العطشى الى ألقه ؟

هل تكفي ( شبيه الريح )( الرسايل )( مرتني الدنيا )( المسافة ) .... تلك الروائع التي
رفعنا بها النجم المبدع أبو نورة الى علياء صوته , هل تكفي ان يلبس عمامة الفتوى
ثم عمامة " التجنيس " ليقول إن رسول الله كان سعودياَ ؟

كان هذا النجم شريكنا في لحظات البوح وذكريات الحب ... شريكنا في ليالي الالم وساعات
الفراق العصيبة ....
لكننا لانريد ان نشاركه أفكاره الطائرة لأنها في الواقع تحلق أعلى مما تستطيعه أجنحتنا
القاصرة !!.

فكرته الخرافية تعثرت في مطب آخر قبل أن تصل الى هذه المرحلة , حين سأله مضيفه ( المنشن ) ,
(( هل انت فنان سعودي او خليجي ؟ )) فحفز الحوار على عنصرية شديدة التقوقع لاتنتهي ضمن
دائرة واحدة .
هذا السؤال الذي ضيق دائرة الابداع العربي الى دوار مروري صغير في قرية !
مفردة التحليق تحمل في طاقتها اللغوية مفارقة طريفة , فهي تعني ( حلق ) أي طار عالياً , ويشير
مصدرها ( التحليق ) الى رسم الدوائر حول نقطة ما كما فعل ضيف العراب في حصر الابداع الغنائي
ضمن دائرة ضيقة , وربما تعني الحلاقة ... وهو معنى ينطبق أيضاً على حالة كهذه لان محمد عبده
" حلق " للمطربين العرب ع الناشف !! .

على كرسي فضائي آخر , قدم محمد عبده حجةً باردة بعد أسبوع من القنبلة المدوية التي لم يتسن للجمهور
متابعة إعادتها المرتقبة في الاسبوع التالي لأسباب مجهولة ,
فاضطروا للتسمر أمام خطوة لم يكن جمهوره بحاجة إليها بعد أن قال في إحدى روائعه ,
( أبـ أعتذر عن كل شي / إلا الهوى .. ما للهوى عندي عذر ) !!.

بقلم /
سليمان منذر